riad riad
عدد المساهمات : 168 نقاط : 1447 تاريخ التسجيل : 03/12/2010 العمر : 32 الموقع : الجزائر
| موضوع: بحث حول الاسرة السبت ديسمبر 18, 2010 1:53 am | |
| المقدمة : مما لا شك فيه ان الدارسة العلمية المتصلة ببناء المجتمع ونظمه من الدراسات الاساسية في حقل الاهتمام العلمي – إن علم الاجتماع الذي يعد احداث العلوم على الاطلاق قد استمد الكثير من استقلاله ومناهجه وحقائقه من الدراسات التي أجريت على أبنيه المجتمعات الصغيرة والبدائية في مراحل زمنية مختلفة ونخص بالذكر ما اسهمت به في هذا الصدد المدرسة الانجليزية الانثروبولوجية . واذا كان امر الاهمية العلمية للدراسات المتصلة ببناء المجتمع وحقائقه الاساسية على هذا النحو – فإنه يمكن القول انها مقدمة الدراسات الاصلية التي لا غنى للباحث العلمي والسيولوجي من أن يقف عندها كخطوة أساسية يستزيد منها بالخبرة والدراية ويكتسب منها ما يمكنه من متابعة البحث والدراسة في حقل من حقول الاجتماع التي اجتذبت ميوله وصارت ميدانا لتخصصه الدقيق .واجمالي القول ان الدارس الذي يتخذ من الدراسات المتصلة ببناء المجتمع ميدانا لتخصصه الدقيق – يعتبر من الدراسين المضيفين للحقائق الجديدة وليس من الذين يتخذون ما يذهب اليه بمجرد الاختبار او التطبيق فحسب وان لم نكن نقصد في هذا المقام الا ابراز مدى الاهمية الوظييفية التي يقدمها الدارس لموضوع البناء الاجتماعي .
معنى الاسرة : يبدو للوهلة الأولى أنه يوجد ارتباط كبير بين مصطلحي الزواج والاسرة ، حتى أن هناك ميلا الى استخدامهما في نفس الوقت ليشير الى نفس الشئ ، ولكنهما في الحقيقة ليسا شيئا واحدا . فالاسرة تشير الى مجموعة من المكانات والادوار المكتسبة عن طريق الزواج والانجاب ، وهكذا نجد أنه من المألوف اعتبارالزواج شرطا اوليا لقيام الاسرة واعتباره نتاجا للتفاعل الزواجي . وليس الزواج والتزاوج شيئا واحدا ، فظاهرة التزاوج معرفة عند أنواع اخرى من الحيوانات ، بينما الزواج مقصورا على البشر فقط ، ومن ناحية أخرى يمكن أن يكون التزاوج على المستوى البشري ، ى شخصيا ، وجزافيا ، ومؤقتا ، اما الزواج فهو نظام اجتماعي يتصف بقدر من الاستمرار والامتثال للمعايير الاجتماعية ، وهو الوسيلة التي يعمد اليها المجتمع لتنظيم المسائل الجنسية وتحديد مسئولة صور التزاوج الجنسي بين البالغين ، ومن الجدير بالملاحظة في هذا الصدد ، ان جميع المجتمعات ( سواء في الماضي أو الحاضر ) تفرض الزواج على غالبية أفرادها ، فالزواج إذن نظام عام حتى لو كان المجتمع يبيح في كثير من الاحيان علاقات جنسية خارج نطاقه ، كما أن الزواج هو النظام الاوفر جزء بالنسبة لمعظم الرجال والنساء خلال الجانب الاكبر من حياتهم . وهناك معايير اجتماعية أخري مختلفة تفسر معنى الزواج نشير هنا الى بعضها :
1) المعيار الاجتماعي التقليدي : وهو ينظر الى الزواج كظاهرة مقدسة او نظام مقدس خلقه الله واكدته الشرائع السماوية والكتب المقدسة كأساس للحياة الانسانية ، وهذا يعني أن الانسان ورغباته الشخصية وتطلعاته تكون في المكانة التالية من حيث الاهمية بعد تحقيق متطلبات الاسرة وتنفيذ الاوامر الالهية ، اما المعيار التقليدي الآخر فهو أوسع نطاقا بشكل أوضح لانه يؤكد معنى الزواج والأسرة يرتكز اساسا حول الالتزامات الاجتماعية ، وهو في هذا يتفق مع المعيار السابق الا أنه يختلف معه في نقطة معينة ، فينما يركز المعيار الأول السلطة في يد الله فإن المعيار الثاني يركزها في يد الرجل والقيمة الأولى في معنى الزواج هي المحافظة على الاحترام الاجتماعي والامتثال لرغبات الاقارب والمجتمع المحلي والاحتفاظ بصورة لائقة في المجتمع ، ومن خلال هذا المعنى للزواج تكون لآراء الناس أهمية كبرى ، ولهذا يصبح الطلاق أو الحمل قبل الزواج وكل مظهر انحرافي آخر مرفوض تماما لان المجتمع ، الاصدقاء لمجتمع المحلي ، الجماعة القرابية وغيرهم ، يدينون كل ذلك قولا وفعلا . ولكن احدث معاني الزواج تتجه اتجاها آخر حين تؤكد الاسرة والعلاقة الزوجية ما وجدت الا من اجل الفرد فالامر اذا لا يتعلق بالله ولا بالمجتمع ، وانما بالانا والزواج عملية تتعلق بالانسان وحده ، فإذا اراد الفرد أن يتزوج من خارج عقيدته الدينة او طبقته الاجتماعية او مستوى التعليمي فهذا شانه ، وبهذا المهنى تكون السلطة في يد الانسان وحدة فكل فرد مسئول عن نجاحه وفشله دون النظر الى بناء المجتمع المحلي او ظروف المجتمع الذي يعيش فيه ، وهذه الفكرة المترفة لمعنى الزواج يؤكدها النسق التربوي الذي يجعل كل شئ ممكنا اذا اراد الفرد ويقلل الى مدى بعيد تأثير العوامل الخارجية .
العوامل المؤثرة في الاسرة : 1) النضج المتأخر للكائن الادمي . 2) غياب أو عدم وجود الغرائز لكي تساعده أو تقوده الى حد المشاكل البيئية . 3) العقل المركب الذي يخلق حلقة واسعه من الحلول للمشاكل ، وهذه الميزة تمكنه من خلق اشكال ثقافية واجتماعية عديدة يمكنها او لا يمكنها ان تنسجم مع الاحتياجات البيولوجية .
الاسرة العائلية : هي نوع متطور أو مشتق من أسرة الوصاية حيث تضعف سيطرة الاسرة على أفرادها وتزداد سلطة الدولة التي تحد من حق الاسرة في معاقبة افرادها ، وتهيئ الظروف لممارسة الحقوق الفردية لكي يتمكن اعضاء الاسرة من مواجهة سلطتها ومع ان النظام العشيري يميل الى الاحتفاء الا ان الأسرة كوحده تبقى قوية ، على الرغم من نمو فرة الحقوق الفردية وامكانيات تحطيم القيد المفروضة على الطلاق . وعلى النقيض حيث حلت الفردية محل الاسرية وتناقصت قوة الاسرة وسلطتها الى الحد الادنى واصبحت الدولة اساسا نظمة افراد واذا كانت التضحية بالنفس في سبيل أهداف الجماعة من السمات المميزة لاسرة الوصاية فإن مذهب النفعية او اللذة هو الذي يمز الاسرة النواة ، وقد أصبح الزواج في هذا النمط الاسري عقدا مدنيا وليست له القدسية التي كانت له في الماضي ما جعل الطلاق أمرا شائعا .
وتعتبر الاسرة العائلية اكثر الانماط شيوعا في المجتمعات الاكثر تحضرا ، وقد أصبحت النمط السائد في المجتمع نتيجة لقوى وعوامل داخل الاسرة وخارجها ، وقد أصبحت النمط السائد في المجتمعات نتيجة لقوى وعوامل داخل الاسرة وخارجها ، وكان السبب في ظهورها الرغبة في معاملة اكثر عدلا من جانب أعضاء اسرة الى جانب تأثيرات الحكومة والدين وهي لذلك لا تشبه اسرة الوصايه .
عوامل تغير الاسرة : 1- العامل الجغرافي . 2- العامل اسكاني . 3- العامل البيولوجي.العامل الايديولوجي. 4- العامل الاقتصادي . 5- العامل التتكنولوجي. وخلاصة القول بأن تغير الاسرة يتم عن طريق مجموعة معقدة من العوامل الداخلية والخارجية والوسيطة ، ونظرا لان الاسرة تعيش دائما اطار ثقافيا ، تتفاعل معه تفاعلا متنوعا ، فإن التغير في احد أجزاء هذا الاطار سوف يؤدي الى تغيرات عديدة في الاسرة ، وما من شك أن العلم في العصر الحديث يعتبر من أكثر جوانب الثقافة وهو المسئول عن عديد من التغيرات أو مظاهر النمو والتقدم في ميدان التكنولوجيا وانتشار التصنيع وزيادة الخصائص الحضرية ، ولكن هذا لا ينفي ان التكنولوجيا في بعض الاحيان قد تمارس تأثيرا مباشرا على تغير الاسرة كما في حالة تحديد النسل وتنظيم الاسرة التي تتصل اتصالا حيويا بصميم وظائفها .
الخاتمة : الاسرة هي منظمة اجتماعية رئيسية وفيها يعيش رجل أو اكثر مع أمرأة او اكثر في علاقة جنسية دائمة أو مؤقته يقرها المجتمع بالإضافة الى الواجبات والحقوق الاجتماعية المعترف بها مع اقامة الأولاد معهم في معيشة واحدة ، والزواج قد يكون أحاديا او متعدد من ناحية الأزواج او الزوجات أو يكون زواجا جماعيا . فالاسرة قد تكون نوويه أو زوجية حيث تكون رابطة الزواج في هذه الاسرة تحتل المكانة الاولى من حيث الأهمية وقد تكون مركبة أو ممتدة فإذا كانت مركبة من ناحية العلاقة الزوجية حيث يكون الشخص الواحد عضوا في اسرتين نوويتين أو اكثر تعرف هذه الظاهرة بالتعدد ويمكن أن تحدد بالنسبة لكل من الزوج الزوج أو الزوجة أما اذا كان التركيب من ناحية علاقته بالدم ، تكون بصدد الكلام عن الاسرة المكونة من عدة اجيال ويطلق عليها الاسرة الدموية .
المراجع: 1- الاسرة والبناء الاجتماعي في المجتمع الكويتي أ.د احمد الخشاب . مكتبة الفلاح . 2- الزواج والعلاقات الأسرية . د. سناء الخولي . دار المعرفة الجامعية .
| |
|